بعد ثلاثين عاما من المعاناة لم يجد الشاب الروسي فاليري سبيريدون أمامه سوى البحث عن جسد لشخص توفي حديثا يزرع عليه رأسه، أملا في العيش بحياة طبيعية وتخفيف العبء الملقى على والدته، وذلك رغم المخاطر التي قد تجابهه وتشكيك العلماء في إمكان نجاح العملية.
يقول سبيريدون -الذي يحمل شهادة الماجستير في الهندسة ويعمل في مجال البرمجة- إن مشكلته بدأت منذ أن كان عمره عاما واحدا حين بدأ هيكله العظمي بالهشاشة حتى أصبح مقعدا تماما في سن المراهقة.
ويشير الشاب الروسي إلى أنه بدأ يبحث عن حلول "ثورية" تخلصه من مشكلته رغم ما تحمله هذه التجربة من مخاطر، موضحا أن المخاطر هنا مبررة لأنها في الوقت نفسه ستخدم العلماء وتقدم لهم معلومات جديدة.
وعزز هذا العزم لديه تأكيد الجراح الإيطالي سيرجيو كانافيرو إمكانية إجراء أول عملية زراعة لرأس إنسان عام 2017.
وينتظر الطبيب الإيطالي الضوء الأخضر لخطته العلمية من الأكاديمية الأميركية لجراحي الأعصاب والعظام باجتماعها السنوي في يونيو/حزيران المقبل.
وتتلخص عملية كانافيرو -التي شرحها في دورية الجراحة العصبية الدولية (Surgical Neurology International)- في تبريد رأس المستقبل وجسم المتبرع قبل إجراء العملية بهدف إطالة فترة حياة الخلايا بدون أوكسجين، حيث سيتم تشريح الأنسجة القريبة من العنق، كما سيتم توصيل الأوعية الدموية باستخدام أنابيب دقيقة.
وتشير "سي إن إن" نقلا عن الدورية إلى أنه سيتم قطع النخاع الشوكي بعد تبريده ومن ثم لصقه بمادة يصفها الطبيب بأنها سحرية، وسيتم العمل على دمج الرأس وتوصيله بالنخاع الشوكي باستخدام مركب كيميائي خاص يسمى "البولي إيثيلين جلايكول"، على أن يوضع الشخص في غيبوبة لمدة شهر لمنعه من الحركة.
غير أن الكثيرين يشككون في قدرة الجراح الإيطالي على إنجاح مثل هذه العملية على الرغم من أنه سبق أن قام بمثلها على حيوانات استطاعت أن تعيش عدة أيام فقط.
ويتساءل الأطباء: هل سيتمكن الجراح الإيطالي سيرجيو كانافيرو والفريق الطبي المساعد له من إجراء العملية للمواطن الروسي اليائس خلال بضع دقائق لكي لا يموت الدماغ بسبب انقطاع الدم؟ وكيف سيتمكنون من ربط النخاع الشوكي في رأس المريض بالنخاع الشوكي للمتبرع بجثته؟
الطبيب هانت باتجر -وهو رئيس قسم الجراحة في مركز ساث ويستر الطبي بجامعة تكساس الأميركية- شكك في عملية نقل النخاع الشوكي التي سينجم عنها عدم القدرة على الحركة أو التنفس.
وقال "لا أتمنى أن أقوم بذلك لأي شخص أو أن أخضع لها شخصيا.. هناك الكثير مما هو أسوأ من الموت".
واعتبر رئيس قسم أخلاقيات الطب بمركز أنجون الطبي التابع لجامعة نيويورك آثر كابلان أن "ادعاءات" الجراح الإيطالي مجرد "دعاية"، واصفا إياه بـ"المختل"، ودعاه لمساعدة المشلولين أولا بإيجاد كشف علمي لعلاج النخاع الشوكي.
وأضاف ساخرا "لا يمكن فك براغي رأسك وتركيبها في جسم آخر.